اخطر أنواع الحب .
أن هذا الموضوع كبير جدا وشائك ومتشعب لدرجة أنني اعلم أني لن أستطيع أن أوفيه حقه ولكن سأحاول جاهدا بأن أختصر وأتكلم فيما هو مفيد للجميع .
الحب في حد ذاته سلاح ذو حدين .
فكما انه يجعل حياة المرء فينا إلى جنة مريعة يمكن أن تجعلها نيران مرعبة . فكما إن الحب يملأ حياتنا بالسعادة والفرح يمكن أن تملأها بالتعاسة والترح .
فمن الأسباب التي تجعل من الحب خطيرا هو الوصول الى درجة الهيام وهو اعلى مراتب الحب .
وهذا ممنوع شرعا فيمكن ان يصل بالمرء الى درجة الكفر . وهو الحب الذي وصل اليه مجنون ليلى .
فقد هام في حب ليلى وجن جنونه بها وقد نهى الإسلام عن هذا النوع من الحب .
ومن الأسباب أيضا عدم التوافق في الفكر ودرجة الإحساس والرومانسية بين المحبوبين .
فيمكن للشخص ان يحب شخصا ويعشقه إلى درجة معينة من الحب ولكن الطرف الأخر لم يستطع ان يصل الى نفس الدرجة من العشق . وهذا الشيء يمكن ان يذبل زهرة الحب التي بينهما . او ان حبهما لن يستمر طويلا وذلك لعم التوافق الاحساسي والعاطفي بين الطرفين .
ومن الأسباب التي تدمر حياة احد الطرفين في الحب هو ان يكون لطرف منهما غاية من حبه للطرف الاخر من غاية مادية او جنسية او غير ذلك .
او ان احد الطرفين اقام قصر الحب للتسلية واضاعة للفراغ . فحين يعلم بذلك الطرف الاخر يمكن اي يصاب بصدمة وجرح كبيرين وكلما كان الحب عميقا كان الجرح اعمق .
ومن اخطر انواع الحب على الاطلاق هو الحب من طرف واحد .
فالشخص ان احب احدا وهو يعلم ان الطرف الاخر لا يبادله نفس الحب والمشاعر فالخير له ان لا يستمر في مجاراة عواطفه .
فإن جاراها كانت الطامة الكبرى . فيمكن ان يدمر هذا الشخص حياته . وكيف لا وهو يجري وراء سراب . ماذا يريد أو ماذا ينتظر ؟
هل ينتظر من الطرف الاخر ان يحس بحبه وعواطفه وبدوره يبادله بالحب من جديد . الى متى ؟
فمن الممكن ان لا يحس ابدا ويحب شخصا اخر وحينها ماذا ستفعل وانت قد بليت من حبها مالا تستطيع ان تمحيه في يوم او ليلة او حتى سنين . وانت قد وصلت في حبها الى درجة ان قلبك لن يسع محبوبا غيره .
الى ان تقضي حياتك وراء وهم وخيال . وراء حب تعيش فيه وحدك . وراء حب لن يحس به غيرك .
وراء عاطفة لن يقدرها احد سواك . وماذا بعد ذلك عندما تستيقظ من هذا السبات الطويل ستجد نفسك وحيدا بلا حبيب ولا انيس . ولن تجد حينها من يفهمك حتى .
الحب من طرف واحد جحيم لن تحس به الا بعد فوات الاوان .
وفي الختام استميحكم عذرا فهذا ما جادت به خاطرتي واعلم اني لم اوف الموضوع حقه . وأتمنى من من يقرأ هذا الموضوع ان ينصح به الذين جعلوا الحب غاية حياتهم لا وسيلة لجعل حياتهم سعيدة ومليئة بالفرح .
فالحب وسيلة في حياتنا وليست غاية .
والمثل يقول : أسأل مجرب ولا تسأل طبيب